يقف مخرجوا الشاشة الكبيرة دائماً في صف المواجهة الأول عند حلول أي كارثة طبيعية أو حادثة ذات أبعاد عالمية لمحاكاة ما وقع وتبيين آفاته وأسبابه ووثائقه بكاميرتهم وأدواتهم السينمائية.
والحديث اليوم عن فيروس كورونا الذي بات خطراً يهدد العالم بأسره و ينتقل من دولة إلى دولة مخلفاً عدداً من الإصابات والوفيات، بعد ان إنطلق من مدينة ووهان الصينية وبدأ بالإنتشار حتى وصل الأراضي الإيرانية أيضاً، فمن المخرج الإيراني الذي يمكنه تصوير وتوثيق هذا الحدث الذي يلهج به لسان كل البشر اليوم؟؟
للإجابة على هذا السؤال نستعرض معكن عدداً من أشهر مخرجي إيران الذين يمكنهم التصدي بجدارة لهذه المهمة ونبدأ مع:
محمد حسين مهدويان
يحمل مهدويان في جعبته عدة أفلام ووثائقيات كان لها جليل الأثر في عالم السينما مثل "أيام الشتاء الأخيرة" ، "أحداث الظهيرة"، "شجرة الجوز"..وغيرها.
أعمال مهدويان الوثائقية مثل "أيام الشتاء الأخيرة" و "الواقف في الغبار" بينت وقائع تاريخية هامة، ثم إنتقل إلى "أحداث الظهيرة" بجزئيه الأول والثاني حيث كان نقلاً دراماتيكياً لوقائع وأحداث هامة أيضاً، ثم ينتقل مهدويان مع "شجرة الجوز" ليبين أبعاد حادثة الهجوم الكيميائي على منطقة سردشت إبان الحرب الصدامية الخبيثة على إيران والمعاناة من هذه الحادثة المهولة.
لنستنتج أن مخرجاً مثل مهدويان يمكنه تولي هذه المهمة وفقاً للخزينة والفكر الإخراجي المتمعن الذي يمتلكه.
مصطفى كيائي
المخرج الذي هرع إلى تصوير وإخراج فيلم عن حادثة حريق مبنى البلاسكو في العاصمة طهران "تقاطع إسطنبول" بعد وقوع الحادثة بفترة وجيزة، مما يعكس إهتمام كيائي وشغفه الخاص بمحاكاة الواقع والمجتمع والمؤثرات ذات الأبعاد الهامة، والحديث هنا عن حادثة بضخامة كورونا الذي يهدد العالم وأوصل البعض إلى درجة الهذيان كما أوصل المشافي لدرجة لا توصف من الخطورة والإمتلاء.
مجيد مجيدي
أما مخرج رائعة "محمد رسول الله" مجيدي، عادة ما يستلهم فكرته وموضوع فيلمه من الطبقات المستضعفة والمظلومة والتي تشهد معاناة معينة داخل المجتمع كما فعل في أحد أفلامه مصوراً الواقع الصعب الذي يعيشه الناس في بعض القرى والأماكن النائية، ومع أخذ خبرة و تألق مجيدي المستمر يمكن لهذا المخرج أن يتصدى لمهمة كورونا لأن في الحقيقة أحد كبار المخرجين الذين يعلمون من أين تأكل الكتف وتستمد المعجزة السينمائية.
نرجس آبيار
لمعت مؤخراً كإحدى أهم المخرجات والمخرجين في تاريخ السينما الإيرانية الحديث وأخرجت "نفس" و" ليلة أصبح القمر بدراً"و..في عرض أكثر من جيد عن وقائع وأحداث كان لها جليل الأثر على الحياة والمجتمع في حقبة زمنية هامة من تاريخ إيران، كما حصدت مع أعمالها مؤخراً أغلى الجوائز ولفتت عيون النقاد بعكسها الدقيق للواقع وعليه يمكن الجزم أن آبيار بحجم هذه المهمة والخروج منها بكل نجاح وتقدير مع فيروس كورونا وقصصه التي باتت تشغل الشارع العالمي والمحلي وتدق لأجلها القلوب بطريقة مختلفة.
م.ع\ح.خ